بات الاتجاه العام في الإعلام الغربي أن غزو أوكرانيا أهم من وباء كوفيد-19؛ وأن الحاجة كبيرة الى رفع معنويات الشعوب من خلال التخلي عن التدابير الصحية والوقائية، وإرجاع الحياة لطبيعتها السابقة لاندلاع نازلة فايروس كورونا الجديد قبل أكثر من سنتين. وهو اتجاه كان طبيعياً أن يجد مقاومة في بعض وسائل الإعلام الغربية؛ التي ترى أن الفايروس لا يزال يهدد الإنسانية، وأنه مهما كانت طبيعة سلالة أوميكرون غير ثقيلة الوطء، فإن سلالات غيرها قد تظهر، وقد تكون أشد خطورة منها. وأضحى جزء لا يتجزأ من أسلحة الهجوم على الاتجاه الآخر إلقاء تبعة التزايد الراهن في عدد الإصابات الجديدة، بسلالة أوميكرون، وسلالة BA.2 المتفرعة منها، على قرارات إلغاء الإجراءات الوقائية، وفتح المجتمعات كأن كوفيد-19 لم يعد موجوداً على ظهر البسيطة.
وفيما تشهد هونغ كونغ تزايداً غير مسبوق في عدد الإصابات الجديدة؛ أعلنت رئيستها التنفيذية كاري لام أن حكومتها قررت تخفيف القيود الصحية اعتباراً من أبريل القادم، بما في ذلك استئناف رحلات الطيران مع 9 دول، وإلغاء شرط العزل الصحي بالنسبة الى القادمين جواً الى هونغ كونغ. وهو ما اعتبره منتقدوها تحدياً للفايروس، واستهتاراً بحياة ملايين السكان. غير أن النموذج الأكبر للسجال بين دعاة «التطبيع» و«التشبُّث» بالإجراءات الصحية قد يتمثل في فرنسا وبريطانيا. ففي فرنسا ارتفع عدد الحالات الجديدة بنسبة تزيد على 36% عن الأسبوع الماضي، وهو الموعد الذي رفعت فيه حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون معظم القيود الوقائية، استعداداً للانتخابات الرئاسية التي ستشهدها البلاد في أبريل القادم. وأضحى عدد الحالات الجديدة يقترب من 90 ألفاً يومياً؛ في حين لم يكن يتجاوز 60 ألفاً قبل أسبوع فحسب. وبررت حكومة ماكرون قرارها رفع غالبية التدابير الصحية في 14 مارس الجاري بأن المؤشرات الخاصة بالأزمة الصحية أضحت إيجابية. ويعني ذلك أن الفرنسيين لم يعودوا ملزمين بارتداء الكمامات خارج منازلهم، باستثناء وسائل النقل العام، والمستشفيات والمرافق الصحية. غير أن وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فاران، ينظر الى المسألة من منظور مختلف؛ إذ إنه يرى أن ما ينبغي الاعتداد به هو عدد الحالات المنومة، وليس عدد الإصابات الجديدة. ويقول إن عدد المنومين لم ينخفض خلال الفترة الماضية سوى بنسبة لا تعدو 1.7%، وهو أبطأ مستوى لانخفاضها منذ فبراير الماضي. وتعتبر منطقة الألزاس الواقعة شرق فرنسا الأشد تضرراً من الارتفاع الراهن في عدد الإصابات الجديدة؛ إذ بلغ معدل حالاتها الجديدة أخيراً ألف شخص من كل 100 ألف من السكان. وغير بعيد من فرنسا؛ تشكو ألمانيا ارتفاعاً مماثلاً في إصاباتها الجديدة؛ إذ إن متوسط الإصابات هناك وصل الى ما لا يقل عن 200 ألف حالة جديدة يومياً خلال الأيام الـ7 الماضية، بحسب الأرقام الحكومية.
أما في بريطانيا؛ فإن الصوت الأعلى هو صوت السياسة، وليس الصحة فليس لدى رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون ما هو أهم من غزو أوكرانيا خلال الفترة الراهنة؛ خصوصاً إيجاد مخرج لبريطانيا من إدمان الغاز الروسي. ويصل متوسط الإصابات الجديدة في بريطانيا يومياً الى 90 ألفاً. وسجلت بريطانيا الأحد 90349 إصابة جديدة؛ بزيادة 17451 حالة عما كان عليه الوضع الصحي قبل أسبوع فحسب. وتكاد الحياة تكون قد عادت لطبيعتها في كل أرجاء المملكة المتحدة. فقد تضاءل عدد من يرتدون قناع الوجه (الكمامة) في شوارع لندن، ووسائل نقلها، ومتاجرها. وانتظمت الأندية الليلية في صخبها المعتاد من دون قيود على عدد من يسمح لهم بالدخول. وطالب العالم البريطاني المرموق سير جيريمي فارار أمس الأول بضرورة إعادة فرض إلزامية ارتداء الكمامة، ومراعاة مسافة التباعد الجسدي، باعتبارهما إجراءين ضروريين للمساهمة في كبح تسارع تفشي سلالة BA.2 الفرعية، التي توشك أن تهيمن على المشهد الصحي في البلاد. بيد أن العودة للقيود الصحية خط أحمر بالنسبة الى جونسون وحكومته، خصوصاً أن حرب أوكرانيا أنقذت رقبته من فضيحة الحفلات الحاشدة التي أقامها في مقره الحكومي إبان فترة الإغلاق الصحي الذي فرضته حكومته نفسها. والتعليمات الحكومية واضحة لكل الهيئات المنبثقة من الخدمة الصحية الوطنية: اتخذوا ما يلائمكم من إجراءات إذا شعرتم بأن الفايروس أضحى يهدد مناطقكم. وبالنسبة الى الفرد البريطاني كأن الحكومة تقول له: حماية نفسك من كوفيد-19 هي مسؤوليتك، وليست مسؤولية الحكومة البريطانية.
دواء جديد يدمِّر أوميكرون وBA.2
أعلنت شركة أسترازينيكا الدوائية البريطانية أمس (الإثنين)، أن تجربة مخبرية أكدت قدرة كوكتيل من الأجسام المضادة توصلت الى تصنيعه على تحييد سلالة أوميكرون، والمتفرعة عنها التي تعرف بـ BA.2. وأطلقت أسترا على دوائها الجديد اسم «إيفوشلد». وأوضحت الشركة أن التجربة المخبرية أجرتها جامعة واشنطن الأمريكية، وأنها أسفرت عن خفض الحمل الفايروسي في رئة فئران المختبر بعد إعطائها الكوكتيل الجديد. وأضافت أن إيفوشلد تم اختباره ضد أوميكرون (BA.1)، والسلالة المتفرعة عنها التي تعرف بـ BA.1.1، والسلالة الفرعية BA.2. ورأت أسترازينيكا أن نتائج التجربة المخبرية تشير الى أن إيفوشلد سيقوم بدور حيوي في حماية الأشخاص المصابين بمشكلات في نظام المناعة، الذين يمكن أن يتعرضوا لمخاطر جمة في حال إصابتهم بالفايروس. وتشير النتائج الى أن إيفوشلد أثبت قدرة بنسبة 77% على منع الإصابة المصحوبة بأعراض كوفيد-19. وكانت هيئة الأدوية البريطانية فسحت دواء أسترازينيكا الجديد الأسبوع الماضي، مخولة استخدامه لجميع البالغين الذين يعانون صعوبات في المناعة.
زادت الهجمة الشرسة التي تقودها أوميكرون وسلالتها الفرعية BA.2 تسارع العدد التراكمي للإصابات في بلدان القارة الأوروبية. ففيما ارتفع العدد التراكمي لإصابات السويد أمس الى 3.25 مليون إصابة (عدد سكان السويد 8.7 مليون نسمة)؛ جاءت بعدها الدنمارك بـ 2.86 مليون إصابة (عدد سكانها 5.8 مليون). وارتفع عدد إصابات رومانيا إلى 2.82 مليون (سكانها 19 مليوناً)، فيما سجلت اليونان 2.79 مليون إصابة (عدد سكانها 10.3 مليون نسمة). أما السويد فبلغ العدد التراكمي لإصاباتها 2.47 مليون (سكانها 10.2 مليون نسمة).
وفيما تشهد هونغ كونغ تزايداً غير مسبوق في عدد الإصابات الجديدة؛ أعلنت رئيستها التنفيذية كاري لام أن حكومتها قررت تخفيف القيود الصحية اعتباراً من أبريل القادم، بما في ذلك استئناف رحلات الطيران مع 9 دول، وإلغاء شرط العزل الصحي بالنسبة الى القادمين جواً الى هونغ كونغ. وهو ما اعتبره منتقدوها تحدياً للفايروس، واستهتاراً بحياة ملايين السكان. غير أن النموذج الأكبر للسجال بين دعاة «التطبيع» و«التشبُّث» بالإجراءات الصحية قد يتمثل في فرنسا وبريطانيا. ففي فرنسا ارتفع عدد الحالات الجديدة بنسبة تزيد على 36% عن الأسبوع الماضي، وهو الموعد الذي رفعت فيه حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون معظم القيود الوقائية، استعداداً للانتخابات الرئاسية التي ستشهدها البلاد في أبريل القادم. وأضحى عدد الحالات الجديدة يقترب من 90 ألفاً يومياً؛ في حين لم يكن يتجاوز 60 ألفاً قبل أسبوع فحسب. وبررت حكومة ماكرون قرارها رفع غالبية التدابير الصحية في 14 مارس الجاري بأن المؤشرات الخاصة بالأزمة الصحية أضحت إيجابية. ويعني ذلك أن الفرنسيين لم يعودوا ملزمين بارتداء الكمامات خارج منازلهم، باستثناء وسائل النقل العام، والمستشفيات والمرافق الصحية. غير أن وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فاران، ينظر الى المسألة من منظور مختلف؛ إذ إنه يرى أن ما ينبغي الاعتداد به هو عدد الحالات المنومة، وليس عدد الإصابات الجديدة. ويقول إن عدد المنومين لم ينخفض خلال الفترة الماضية سوى بنسبة لا تعدو 1.7%، وهو أبطأ مستوى لانخفاضها منذ فبراير الماضي. وتعتبر منطقة الألزاس الواقعة شرق فرنسا الأشد تضرراً من الارتفاع الراهن في عدد الإصابات الجديدة؛ إذ بلغ معدل حالاتها الجديدة أخيراً ألف شخص من كل 100 ألف من السكان. وغير بعيد من فرنسا؛ تشكو ألمانيا ارتفاعاً مماثلاً في إصاباتها الجديدة؛ إذ إن متوسط الإصابات هناك وصل الى ما لا يقل عن 200 ألف حالة جديدة يومياً خلال الأيام الـ7 الماضية، بحسب الأرقام الحكومية.
أما في بريطانيا؛ فإن الصوت الأعلى هو صوت السياسة، وليس الصحة فليس لدى رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون ما هو أهم من غزو أوكرانيا خلال الفترة الراهنة؛ خصوصاً إيجاد مخرج لبريطانيا من إدمان الغاز الروسي. ويصل متوسط الإصابات الجديدة في بريطانيا يومياً الى 90 ألفاً. وسجلت بريطانيا الأحد 90349 إصابة جديدة؛ بزيادة 17451 حالة عما كان عليه الوضع الصحي قبل أسبوع فحسب. وتكاد الحياة تكون قد عادت لطبيعتها في كل أرجاء المملكة المتحدة. فقد تضاءل عدد من يرتدون قناع الوجه (الكمامة) في شوارع لندن، ووسائل نقلها، ومتاجرها. وانتظمت الأندية الليلية في صخبها المعتاد من دون قيود على عدد من يسمح لهم بالدخول. وطالب العالم البريطاني المرموق سير جيريمي فارار أمس الأول بضرورة إعادة فرض إلزامية ارتداء الكمامة، ومراعاة مسافة التباعد الجسدي، باعتبارهما إجراءين ضروريين للمساهمة في كبح تسارع تفشي سلالة BA.2 الفرعية، التي توشك أن تهيمن على المشهد الصحي في البلاد. بيد أن العودة للقيود الصحية خط أحمر بالنسبة الى جونسون وحكومته، خصوصاً أن حرب أوكرانيا أنقذت رقبته من فضيحة الحفلات الحاشدة التي أقامها في مقره الحكومي إبان فترة الإغلاق الصحي الذي فرضته حكومته نفسها. والتعليمات الحكومية واضحة لكل الهيئات المنبثقة من الخدمة الصحية الوطنية: اتخذوا ما يلائمكم من إجراءات إذا شعرتم بأن الفايروس أضحى يهدد مناطقكم. وبالنسبة الى الفرد البريطاني كأن الحكومة تقول له: حماية نفسك من كوفيد-19 هي مسؤوليتك، وليست مسؤولية الحكومة البريطانية.
دواء جديد يدمِّر أوميكرون وBA.2
أعلنت شركة أسترازينيكا الدوائية البريطانية أمس (الإثنين)، أن تجربة مخبرية أكدت قدرة كوكتيل من الأجسام المضادة توصلت الى تصنيعه على تحييد سلالة أوميكرون، والمتفرعة عنها التي تعرف بـ BA.2. وأطلقت أسترا على دوائها الجديد اسم «إيفوشلد». وأوضحت الشركة أن التجربة المخبرية أجرتها جامعة واشنطن الأمريكية، وأنها أسفرت عن خفض الحمل الفايروسي في رئة فئران المختبر بعد إعطائها الكوكتيل الجديد. وأضافت أن إيفوشلد تم اختباره ضد أوميكرون (BA.1)، والسلالة المتفرعة عنها التي تعرف بـ BA.1.1، والسلالة الفرعية BA.2. ورأت أسترازينيكا أن نتائج التجربة المخبرية تشير الى أن إيفوشلد سيقوم بدور حيوي في حماية الأشخاص المصابين بمشكلات في نظام المناعة، الذين يمكن أن يتعرضوا لمخاطر جمة في حال إصابتهم بالفايروس. وتشير النتائج الى أن إيفوشلد أثبت قدرة بنسبة 77% على منع الإصابة المصحوبة بأعراض كوفيد-19. وكانت هيئة الأدوية البريطانية فسحت دواء أسترازينيكا الجديد الأسبوع الماضي، مخولة استخدامه لجميع البالغين الذين يعانون صعوبات في المناعة.
زادت الهجمة الشرسة التي تقودها أوميكرون وسلالتها الفرعية BA.2 تسارع العدد التراكمي للإصابات في بلدان القارة الأوروبية. ففيما ارتفع العدد التراكمي لإصابات السويد أمس الى 3.25 مليون إصابة (عدد سكان السويد 8.7 مليون نسمة)؛ جاءت بعدها الدنمارك بـ 2.86 مليون إصابة (عدد سكانها 5.8 مليون). وارتفع عدد إصابات رومانيا إلى 2.82 مليون (سكانها 19 مليوناً)، فيما سجلت اليونان 2.79 مليون إصابة (عدد سكانها 10.3 مليون نسمة). أما السويد فبلغ العدد التراكمي لإصاباتها 2.47 مليون (سكانها 10.2 مليون نسمة).